الناشط بين المدنية و التخوين

art.192368

أحمد عبد الكاظم العسكري

أنتشرت في الآونة الأخيرة كثير من الوظائف التي لم تكن معروفة بشكل واسع في العراق و إحداها و الذي نحن بصدد الكلام عنه هو الناشط المدني .

من هو الناشط المدني؟ وما هي المدنية التي يحاول أن ينشط فيها؟ ماهو النشاط اصلاً ؟

الكثير من الأسئلة التي تتبادر إلى أذهان الناس من ناحية والكثير من الاجوبة المغلوطة التي تنتشر في المجتمعات و خاصةً خلال الفترة الحالية و القادمة , لهذا احاول في تدوينتي أني اضع بعض الآراء الخاصة بي عن الموضوع.

المدنية في ابسط تعريفها هي أن تحافظ على حق الآخرين كما تحافظ على حقك بالتساوي, عش و دع غيرُك يعيش , كما تحب أن تعطي رأيك عليك أن تسمح للآخرين بالافصاح عن آراء .

أن جوهر المدنية يكمن في أن تعيش في مجتمع يحترم حقك وحق غيرك على نفس المستوى و هذا المنطلق جاء في الاسلام اصلاً منذ 1400 عام في قول رسول الله صلى الله علية و الهِ و سلم ” الناسُ سواسةٌ كأسنان المشط ” و قول أمير المؤمنين علي علية السلام لمالك الاشتر في وصيته ” الناس صنفان أما اخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لكَ في الخلق ” .

لكن عندما يحاولون أن يفسروا معنى المدنية يتم ربطها بالدولة ويتناسون أن المدنية تبدأ من شخصوهم ,طباعهم,آرائهم ,توجهاتهم ومن مكنوناتهم الجوهرية لهذا يجب أولاً  أن تبنى الشخصية المدنية في داخل الانسان اولاً قبل أن يتم الشروع في بناء الدولة التي تدعم هذه الافكار .

 

بعد تعريف المدنية من وجهة نظري القاصرة نحدد ما هو النشاط؟ ومن هو الناشط ؟

النشاط هو اي فعل يسعى لتحقيق او انجاز هدف معين , أما الناشط هو كل شخص بقوم بأنشطة معينة لتحقيق اهداف محددة و تطور هذا التعريف بشكل أوسع عندما ارتبطة النشاط بصفة المدنية حيث أصبح جوهر النشاط “أن يقف الناشط على المشاكل التي يعاني منها مجتمعة ويحاول ايجاد حلول لها , آخرون حددوا أن النشاط المدني مرتبط بعملية تطوير ذات الناشط نفسة من ناحية و عكسها على المجتمع من ناحية أخرى من اجل تحقيق تغيير فيه .

من خلال هذه الآراء التي طرحت اتضح أن الناشط المدني هو شخص ينتمي إلى مجتمع معين يحاول أيجاد طرق و بدائل لمساعدة مجتمعة .

بينما كثير من الآراء الناشزة التي تحاول تذويب هذه الهوية تحت مسميات “كفرة, ملحدين,خائن, يحاولون ابعاد الناس عن الدين, يردون تحطيم عاداتنا و تقالدينا “… الخ

هذه الآراء ظهرت في مجتمعنا بعد عام 2003 وبدأت تضعف في فترة معينة ثم عادت بقوة و بمصطلحات احدث فقط من اجل أن اي شخص يطالب بالتغيير وابعاد الفاسدين يتم كرهة و ابعاد بصور نمطية عفا عليها الزمن .

كونوا أحراراً …

أحترم كما تحُب أن تحترم …

imagesCA07D831

المثقف و الناشط المدني يعتبر قدوة في كل المجتمعات كونه يحمل في داخلة سماة الانسانية و العلم و التقدم و المدنية و الافق الواسع و هذه كلها مسَلمات اخلاقية, أنما في واقعنا العربي بشكل عام و العراقي بشكل خاص تجد أن الناشط المدني و المثقف مهما كانت مهنته أو توجهة أو امكانياته منقاد نحو عواطفة, و يتبنى أراء و يتخذ قرارات متسرعة تحت عنوان الرأي.

بدون أن ينتبة أن مفهوم الحرية الحقيقية هو ” تنتهي حريتك عندما عند بداية حرية الآخرين ”

فتلاحظ أنه ينتقد آراء من يخالفوه و يصفهم بأبشع الاوصاف و أدناها فقد كونه يحمل صفة الناشط أو المثقف مع العلم أنه من يطلق على نفسة هذه الصفتين لا غير.

نصيحة و اتمنى أن يفكر بها من يشاهدها , لا تفرض آرائك على غيرك فكثير من البشر لسنوات طويلة كانوا مجزمين أن الارض هي مركز الكون و بنوا على هذه الفكرة ديانات و ثقافات و تبنوا معتقدات و قتلوا آخرين فقط لمخالفتهم هذه الفكرة و في النهاية اثبت أن الارض مجرد جزء من نقطة صغيرة على محيط الكون الكبير.

لا تكن متسرعاً .